الذكاء الاصطناعي في الدفاع والأمن: ثورة تكنولوجية تواجه تحديات أخلاقية في 2025

في عام 2025، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز العناصر في استراتيجيات الدفاع والأمن العالمية، حيث يُحدث تحولاً جذرياً في كيفية التعامل مع التهديدات التقليدية والرقمية. مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، مثل النزاعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، وانتشار الهجمات الإلكترونية المتقدمة، أصبح الـ AI ليس مجرد أداة مساعدة، بل سلاحاً استراتيجياً يعزز القدرات العسكرية ويحمي البنى التحتية الحيوية. وفقاً لتقرير Stanford AI Index لعام 2025، يُخصص الجيش الأمريكي وحده 1.8 مليار دولار لتطوير الـ AI في الدفاع، بينما تُنفق الصين وروسيا مبالغ هائلة على تقنيات مشابهة. هذا المقال يستعرض تطبيقات الـ AI في الدفاع والأمن، الاتجاهات الرئيسية، التحديات، والآفاق المستقبلية، مع التركيز على السياق العالمي الحالي في أكتوبر 2025.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدفاع

يُستخدم الـ AI في مجالات متعددة داخل الدفاع، مما يعزز الكفاءة والسرعة في اتخاذ القرارات. إليك أبرز التطبيقات:

1. الرؤية الحاسوبية والمراقبة الذكية

يُمكن للـ AI تحليل الفيديوهات والصور الفضائية في الوقت الفعلي للكشف عن التهديدات. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، يُستخدم نظام AI في الطائرات بدون طيار (دروبنز) للكشف عن الأهداف بدقة تصل إلى 95%، مما يقلل من الخسائر البشرية. كما أطلقت الصين راداراً دفاعياً كوكبياً يتتبع أكثر من 1000 صاروخ وجسم فضائي في وقت واحد، باستخدام تقنيات الرادار المرحلي وتنبؤات الـ AI، لمواجهة التهديدات الفضائية مثل الصواريخ بين قاراتية أو الكويكبات.

2. الأمن السيبراني والدفاع الرقمي

مع انتشار الهجمات الإلكترونية المدعومة بالـ AI من دول مثل روسيا والصين، أصبح الـ AI أداة دفاعية أساسية. يستخدم الـ AI خوارزميات التعلم الآلي للكشف عن الشذوذ في الشبكات، التنبؤ بالثغرات، وأتمتة الاستجابة. شركة Cisco أطلقت "Cisco AI Defense" في يناير 2025 لأمن تطبيقات الـ AI متعددة النماذج والسحابية، مما يحمي الشركات من التلاعب غير المصرح به. كما حذرت Microsoft في تقريرها الأخير من استخدام روسيا والصين والإيران وكوريا الشمالية للـ AI في الهجمات الإلكترونية والتجسس، مما يجعل الدفاع الرقمي سباقاً تسلحياً.

3. الطائرات والروبوتات المستقلة

الـ AI يدير سرب الدروبنز الذي يتواصل مع بعضه البعض لإكمال المهام، كما في مشاريع البنتاغون التي تستخدم "AI Edge" للعمل في بيئات قاسية. في أوروبا، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى أتمتة 30% من المعدات العسكرية الروسية بحلول 2025، باستخدام الـ AI في الروبوتات والأسلحة الذاتية.

4. التحليل التنبؤي والصيانة

يُستخدم الـ AI للتنبؤ بالأعطال في المعدات العسكرية، مما يوفر مليارات الدولارات. في السعودية، أعلنت صناعات عسكرية سعودية (SAMI) عن شراكة مع NVIDIA لإنشاء مختبر AI دفاعي في الرياض، يركز على البحث والابتكار في التطبيقات الدفاعية، مدعوماً برؤية 2030.

الاتجاهات الرئيسية في 2025

  • البيانات المركزية: تحول الجيوش نحو "data-centricity" لتحسين اتخاذ القرارات في الوقت الفعلي، كما في ميزانية الدفاع الأمريكية التي خصصت 64.1 مليار دولار للأمن السيبراني.
  • الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI): يعمل الوكلاء الـ AI شبه المستقلين في مراكز العمليات الأمنية لتحليل الإنذارات وتنفيذ الاستجابات، كما في تقرير McKinsey من مؤتمر RSA 2025.
  • التعاون الدولي: إسرائيل أنشأت إدارة AI واستقلالية في يناير 2025، بينما استضافت فرنسا قمة AI في باريس في فبراير لمناقشة التنظيمات.
  • التمويل والابتكار: شركة Govini الأمريكية جمعت 150 مليون دولار لتطوير برمجيات AI تسرع عمليات الشراء العسكري.

التحديات والمخاطر

رغم الفوائد، يواجه الـ AI في الدفاع تحديات كبيرة:

 
 
التحدي الوصف المختصر
الأخلاقيات والرقابة الحاجة إلى إشراف بشري لتجنب الاستخدام غير الإنساني، كما في قوانين الاتحاد الأوروبي AI Act.
الأمن والخصوصية مخاطر تسميم النماذج بالـ AI، وتكاليف التنفيذ العالية، بالإضافة إلى التحيزات الخوارزمية.
الاعتماد المفرط خطر الاعتماد على الـ AI دون مراقبة بشرية، مما يؤدي إلى فشل في حالات الطوارئ.
التنافس الجيوسياسي عقوبات غربية تحد من تطور روسيا في الـ AI بسبب نقص الرقائق المتقدمة.
 

الآفاق المستقبلية

مع توقعات نمو سوق الـ AI في الدفاع إلى 20 مليار دولار بحلول 2030، سيصبح الـ AI أكثر تكاملاً مع التقنيات مثل الكم والروبوتات. الولايات المتحدة تخطط لـ "صناديق AI" بقيمة 20 مليون دولار للاختبارات في 2025، بينما يدعو الخبراء إلى تنظيمات دولية لمنع سباق تسلح AI. في الشرق الأوسط، تُعزز السعودية قدراتها لتصبح مركزاً إقليمياً للـ AI الدفاعي.

الخاتمة

الذكاء الاصطناعي في الدفاع والأمن ليس مجرد تقنية، بل عامل حاسم في الحفاظ على التوازن العالمي. ومع ذلك، يتطلب نجاحه توازناً بين الابتكار والأخلاقيات لتجنب مخاطر الإساءة. في 2025، مع تصاعد التهديدات، يجب على الحكومات والشركات الاستثمار في التدريب والتنظيمات لضمان استخدام AI يعزز السلام لا يهدده. للمزيد من التفاصيل، يُنصح بمتابعة تقارير Gartner أو Stanford HAI. إذا كنت تريد توسيعاً في جانب معين، أخبرني!